سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان من الصحابة المبشرين بالجنة وأحد القادة البارزين في الفتوحات الإسلامية. ولد في مكة عام 595 م (23 قبل الهجرة) وكان من أوائل الذين أسلموا على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إليك ملخصًا لحياته منذ ولادته حتى وفاته:
1. نشأته وإسلام
نشأ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مكة في أسرة قريشية معروفة بكرمها وشجاعتها. اسمه الكامل سعد بن مالك بن وهيب ، ووالدته هي حمنة بنت سفيان بن أمية ، وكان ينتمي إلى بني زهرة، وهم أقارب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة والدته، مما يعني أن هناك صلة قرابة بينه وبين النبي، فقد كان ابن خالة آمنة بنت وهب، والدة النبي.
الأصل والشخصية
منذ صغره، كان سعد يتمتع بالشجاعة والقوة، وعُرف بحكمته وصبره. تربى في بيئة قريشية مشبعة بالقيم العربية من الكرم والشهامة، وكان محاربًا ماهرًا، يتقن استخدام القوس والسهم، ويُعرف ببراعته في الرمي. وكان هذا جزءًا من شخصيته القيادية التي ساعدته في كسب احترام الناس من حوله.
إسلامه
أسلم سعد رضي الله عنه في السابعة عشرة من عمره، وكان ذلك بعد دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للإسلام مباشرةً. يقال إن سعدًا كان ثالث من أعلن إسلامه ، حيث سبقه فقط أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
رواية إسلامه توضح عمق إيمانه منذ البداية؛ فقد حلم سعد يومًا أنه غرق في ظلام كثيف، ثم رأى القمر يشع نورًا، وتوجه نحو القمر ووجده ينير دربًا جديدًا، مما أثار فضوله للبحث عن هذا النور الروحي. وبعد أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للإسلام، لم يتردد سعد في إعلان إسلامه والانضمام إلى المسلمين الأوائل، رغم الصعوبات التي واجهها.
موقفه مع والدته
عندما أسلم، عارضته والدته بشدة، فقد كانت تحبه حبًا شديدًا. حاولت الضغط عليه لتتركه دين الإسلام، فأعلنت أنها ستصوم ولن تأكل أو تشرب حتى يترك دينه، وقالت إنها ستبقى كذلك حتى يموت سعد أو يعود لدين آبائه. لكن سعد، رغم حبه لأمه، كان ثابتًا في إيمانه، وقال لها قولته المشهورة:
"والله لو كانت لكِ مئة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشيء."
فكانت هذه الكلمات تعبيرًا عن إيمانه العميق وثباته، مما جعلها تتخلى عن إضرابها، ويستمر سعد رضي الله عنه في إسلامه.
إسلامه كان له أثر كبير في الدعوة الإسلامية؛ فقد كان مثالًا للشباب المؤمن المثابر على الحق، مما شجع غيره من الشباب على الدخول في الإسلام، رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها المسلمون الأوائل في مكة.
2. مواقفه البطولية في المعارك
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان من أبرز الفرسان المسلمين، واشتهر بشجاعته وإخلاصه في المعارك. وكان دائمًا في مقدمة الصفوف، يذود عن الإسلام والمسلمين. من أشهر مواقفه البطولية في الغزوات والمعارك:
1. غزوة بدر
كانت غزوة بدر أول معركة يخوضها المسلمون، وسعد بن أبي وقاص كان من أبرز المقاتلين فيها. يُروى أنه كان أول من رمى سهمًا في سبيل الله، وقد أظهر بسالة كبيرة خلال القتال. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه بشكل خاص نظرًا لمهارته في الرمي، واستمر سعد في القتال بشجاعة إلى جانب إخوانه المسلمين، مما ساهم في تحقيق النصر في هذه المعركة المهمة.
2. غزوة أحد
في غزوة أحد ، أبدى سعد بن أبي وقاص شجاعة فائقة في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. بعد أن تشتت جيش المسلمين وتعرضوا للهجوم، وقف سعد بجانب النبي مدافعًا عنه بكل قوة. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له في هذه المعركة: "ارمِ سعد، فداك أبي وأمي!" ، وهي عبارة تدل على مكانة سعد عند النبي وثقته الكبيرة في مهارته. بقي سعد يقاتل بشجاعة رغم الانكسار الذي وقع للمسلمين، وظل يدافع عن الرسول حتى نهاية المعركة.
3. غزوة الخندق
في غزوة الخندق ، التي كانت تتطلب مواجهة استراتيجيات جديدة، أظهر سعد شجاعة وتفانيًا في حماية المدينة من هجوم قريش وحلفائها. قاتل سعد بشجاعة وواجه الهجمات التي استهدفت اقتحام المدينة، وكان من المدافعين عن الخندق مع المسلمين الذين صمدوا حتى تحقق النصر بفضل الله.
4. معركة القادسية
معركة القادسية تعد من أكبر وأشهر المعارك التي قادها سعد رضي الله عنه. كانت ضد الإمبراطورية الفارسية عام 636 م، تحت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- قيادة الجيش : عين عمر بن الخطاب سعدًا قائدًا لجيش المسلمين، وبثقة كبيرة أعطاه توجيهات حاسمة. واجه سعد في هذه المعركة قوات الفرس، وكان جيش المسلمين أقل عددًا، لكن سعد قاد الجيش بمهارة وتكتيك حربي متقن.
- القتال والإصابة : رغم إصابته في ساقه بمرض عاقه عن الوقوف بشكل مستمر، إلا أن سعد ظل يوجه ويقود المعركة من مكانه، حيث نصب خيمة على مرتفع يراقب منه سير المعركة، ويرسل الأوامر للجنود. دامت المعركة ثلاثة أيام، وأظهر فيها المسلمون شجاعة فائقة.
- النصر العظيم : انتهت القادسية بنصر عظيم للمسلمين، وساهم هذا الانتصار في فتح بلاد فارس ودخول أهلها في الإسلام، وكان لسعد دور رئيسي في تحقيق هذا الفتح.
5. معركة المدائن
بعد انتصار المسلمين في القادسية، قاد سعد الجيش مرة أخرى في معركة المدائن ، عاصمة الإمبراطورية الفارسية، واستطاع أن يدخلها بعد حصار شديد. دخل سعد قصر كسرى، وكان لهذه المعركة أثر كبير في تاريخ الإسلام، حيث سقطت الإمبراطورية الفارسية، وبدأت مرحلة جديدة من نشر الإسلام في بلاد فارس.
6. موقفه في معركة اليرموك
رغم أنه لم يشارك مباشرة في معركة اليرموك ، إلا أن سعد كان له تأثير كبير في توجيه المقاتلين وإعداد الخطط، كما كان له دور بارز في إمداد المسلمين ودعمهم معنويًا، مما ساعد في تحقيق النصر.
خلاصته في المعارك
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان مثالًا في الإقدام والثبات، وقدم في سبيل الإسلام كل ما يملك من قوة وشجاعة. مواقفه البطولية أكسبته حب المسلمين واحترامهم، وجعلته أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام.
3. دوره في الفتوحات الإسلامية
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لعب دورًا محوريًا في الفتوحات الإسلامية، وكان قائدًا بارعًا في نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية، خاصةً في بلاد فارس، حيث كانت قيادته العسكرية مفتاحًا لتوسيع الدولة الإسلامية. أهم الفتوحات التي شارك فيها:
1. معركة القادسية
- القائد الأعلى للجيش الإسلامي : عيّنه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائدًا للجيش في معركة القادسية ، وهي من أشهر معارك الفتح الإسلامي. واجه سعد جيوش الإمبراطورية الفارسية التي كانت إحدى أعظم القوى في ذلك الوقت.
- التخطيط والتنظيم : كانت القوات الفارسية بقيادة رستم، أحد أبرز قادة الفرس. وبالرغم من قوة وجاهزية الجيش الفارسي، قاد سعد المعركة بتخطيط استراتيجي. قام بتنظيم صفوف المسلمين، وأعطاهم التعليمات اللازمة ورفع من معنوياتهم، حتى يخوضوا المعركة بثبات.
- النصر الكبير : دامت المعركة عدة أيام، وحقق المسلمون نصرًا عظيمًا على الجيش الفارسي، مما أدى إلى سقوط الإمبراطورية الساسانية وفتح الطريق أمام المسلمين لدخول بلاد فارس.
2. فتح المدائن
- التوجه نحو العاصمة الفارسية : بعد الانتصار في القادسية، سار سعد بجيشه نحو المدائن ، عاصمة الفرس ومقر حكم كسرى، وكانت تعتبر مدينة حصينة.
- استراتيجية العبور : اعترضت المسلمين أثناء زحفهم نحو المدائن مياه نهر دجلة، فقام سعد بإصدار أمرٍ جريء وهو عبور النهر، في موقف يعكس قوة الإيمان وشجاعة المسلمين، وكان يُقال أن فرسان المسلمين عبروا دجلة كأنهم يسيرون على اليابسة بسبب ثقتهم.
- دخول قصر كسرى : بعد دخولهم المدائن، دخل سعد قصر كسرى، وكان هذا الحدث رمزًا لانتصار الإسلام على واحدة من أعظم الإمبراطوريات في ذلك العصر. تضمن هذا الفتح انتقال السلطة السياسية من الفرس إلى المسلمين وتوسيع نفوذ الدولة الإسلامية في منطقة المشرق.
3. بناء الكوفة
- تأسيس مدينة الكوفة : بعد نجاحاته العسكرية، طلب الخليفة عمر من سعد بناء مدينة تكون مركزًا لحكم المسلمين في العراق، فقام سعد بتأسيس مدينة الكوفة عام 638 م، واختار موقعها بعناية لتكون قريبة من المناطق المفتوحة حديثًا ولتكون قاعدة انطلاق للفتوحات القادمة.
- إدارة وتنظيم المدينة : تولى سعد إدارة الكوفة، وبذل جهدًا في تنظيم المدينة وتأسيس بنية تحتية قوية، فأنشأ المسجد الجامع وأقام المرافق التي يحتاجها المسلمون هناك. أصبحت الكوفة من أهم مراكز الحضارة الإسلامية لاحقًا، ولعبت دورًا كبيرًا في نشر الإسلام في العراق وما حولها.
4. نشر الإسلام في بلاد فارس
- فتح مدن فارس : بعد فتح المدائن، واصل سعد قيادة الجيش في فتح المناطق المحيطة، ومنها جلولاء و حلوان ، حيث قضى على أي مقاومة فارسية متبقية. قاد حملة ضد بقايا الإمبراطورية الفارسية، مما أدى إلى إضعاف الفرس بشكل كبير، وإدخال العديد من المناطق تحت سيطرة المسلمين.
- التعامل مع الأهالي : كان سعد يحرص على حسن معاملة سكان المناطق المفتوحة، فكان يأمر بعدم التعرض للمدنيين أو هدم البنية التحتية، ويدعوهم إلى الإسلام بالحسنى، مما ساعد في ترسيخ الإسلام وانتشاره بسلاسة.
5. التزامه بتوجيهات الخليفة عمر بن الخطاب
- كان سعد يتبع توجيهات عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحذافيرها، فقد أوصاه عمر بعدم الظلم وحسن التعامل مع الجند، وعدم التفريط في صلاة الجماعة. عُرف سعد بالعدل والحكمة في إدارة شؤون الفتوحات، مما جعل المسلمين يثقون به ويقدرون قيادته.
- ظل سعد قائدًا حتى تم عزله لأسباب إدارية تتعلق ببعض الشكاوى التي رفعها بعض أهل الكوفة، وعُين بعده أمير آخر، لكن سعد بقي محط احترام المسلمين لدوره العظيم في الفتوحات.
كان لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه دور بارز في توسيع رقعة الدولة الإسلامية، خاصة في بلاد فارس. مواقفه في الفتوحات تعكس قيادته الفذة وشجاعته وتفانيه في خدمة الإسلام. وقد خلّد التاريخ اسمه كأحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام، إذ أسهمت قيادته في فتح واحدة من أعتى الإمبراطوريات، وإقامة حكم إسلامي قوي في بلاد فارس، وفتح الطريق أمام نشر الإسلام في المنطقة.
4. علاقته بالخلفاء
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان له علاقة وثيقة ومحترمة مع الخلفاء الراشدين، حيث كان يحظى بثقتهم وتقديرهم نظرًا لشجاعته وإخلاصه. نذكر أهم ملامح علاقته بالخلفاء:
1. علاقته مع أبي بكر الصديق
- التقدير والثقة : بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أظهر أبو بكر الصديق رضي الله عنه تقديرًا كبيرًا لسعد، فقد كان سعد من أوائل الصحابة الذين وقفوا إلى جانب أبي بكر في محاربة المرتدين والدفاع عن الدولة الإسلامية في فترة الردة.
- حملات الردة : شارك سعد في حروب الردة التي قادها أبو بكر، حيث كان له دور كبير في قتال المرتدين، وظهر إخلاصه الكبير في الدفاع عن الدين والدولة الإسلامية في تلك الفترة الحساسة.
2. علاقته مع عمر بن الخطاب
- ثقة عمر بسعد وتعيينه قائدًا : كانت علاقة سعد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه علاقة مميزة، إذ كان عمر يثق بسعد ثقة كبيرة ويراه من أقوى القادة وأصلحهم. فعينه قائدًا على جيش المسلمين في معركة القادسية ، وأوصاه بأن يعامل جنوده بالعدل وأن يخاف الله في كل خطوة.
- قيادته للفتوحات : بعد انتصار سعد في القادسية، اختاره عمر واليًا على العراق، وجعل منه مسؤولًا عن إدارة الفتوحات في فارس. وثق عمر بسعد لإقامة العدل بين الناس، وكان يرسل له توجيهات ويشجعه على استمرار الفتح.
- بناء الكوفة : بعد فتح المدائن، طلب منه عمر تأسيس مدينة الكوفة لتكون مركزًا للمسلمين في العراق. أظهر سعد التزامًا كبيرًا بنصائح عمر، وعمل على تنظيم المدينة وإرساء قواعد الإدارة فيها.
- عزله : ورغم الثقة الكبيرة، عزل عمر بن الخطاب سعدًا عن إمارة الكوفة بسبب بعض الشكاوى من أهلها. ورغم أن التحقيقات أظهرت براءة سعد من التهم، فضل عمر عزله لمصلحة الاستقرار. تقبل سعد القرار بصدر رحب ودون اعتراض، مما يدل على طاعته واحترامه لعمر.
3. علاقته مع عثمان بن عفان
- الاحترام المتبادل : مع تولي عثمان بن عفان الخلافة، كان سعد من الصحابة الذين يكنون لعثمان الاحترام والتقدير. لم يتقلد سعد أي مناصب رسمية خلال خلافة عثمان، لكنه بقي مشاركًا في شؤون المسلمين، وقد قدم له عثمان المشورة في عدة مواقف.
- الابتعاد عن الفتنة : عندما بدأت الفتنة في أواخر عهد عثمان، آثر سعد الابتعاد عن النزاعات والفتن، وكان يرى أن القتال بين المسلمين خطأ يجب تجنبه. وقد عُرف عنه أنه قال في تلك الفترة: "ألا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا، ولا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان، يقول: هذا مؤمن وهذا كافر" ، مما يعكس موقفه الحيادي وحرصه على وحدة المسلمين.
4. علاقته مع علي بن أبي طالب
- الاحترام والتقدير المتبادل : سعد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما كانا صديقين منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ووقف سعد إلى جانب علي في بعض المسائل الهامة.
- الحياد في الفتنة الكبرى : عندما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، اختار سعد الحياد مرة أخرى. رفض سعد المشاركة في القتال بين الصحابة في معركة الجمل و صفين ، وفضل الابتعاد إلى أن تهدأ الأوضاع، معتبرًا أن المسلمين يجب أن يكونوا يدًا واحدة، وأن النزاع لن يجلب إلا التفرقة.
- رأي علي فيه : رغم عدم مشاركة سعد في النزاع، كان علي يكن له احترامًا كبيرًا ولم يتخذ موقفًا سلبيًا تجاهه بسبب عدم مشاركته في القتال، بل كان يرى فيه أخًا وصحابيًا مخلصًا.
كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يُقدر الخلفاء الراشدين ويحرص على طاعتهم وخدمتهم ما دام ذلك في سبيل الإسلام ووحدة المسلمين. وقد كان له مواقف واضحة ضد الفتنة، ودعا دومًا إلى وحدة المسلمين ورفض الانقسامات الداخلية، وكان ذلك سببًا في احترام الخلفاء له.
5. وفاته
توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عام 55 هـ (حوالي 674 م) في عهد معاوية بن أبي سفيان، وكان عمره حوالي 80 عامًا ، ليكون بذلك آخر من توفي من العشرة المبشرين بالجنة. عاش سنواته الأخيرة بعيدًا عن النزاعات، حيث اعتزل الفتن بعد معركة صفين، واختار أن يقيم في منطقة العقيق بالقرب من المدينة المنورة.
عندما أحس بقرب أجله، طلب أن يُكفَّن في جبة قديمة كان قد ارتداها في معركة بدر، حبًا في التذكير بتلك اللحظات البطولية التي عاشها في سبيل الله. ودفن سعد بن أبي وقاص في البقيع في المدينة المنورة، حيث صلى عليه أهل المدينة وودعوه بدموع الحب والتقدير.
كان لوفاته أثر عظيم في نفوس المسلمين؛ فقد رحل واحد من كبار القادة الأوفياء، وأحد الصحابة الذين ساهموا بجهدهم وجهادهم في نشر الإسلام
بعض اقوال النبي صلي الله عليه وسلم في سعد ابن ابي وقاص
لنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في عدة مواقف، وأظهر تقديره الكبير لشجاعته وصدقه وإخلاصه، ومن أبرز أقواله فيه:
"ارمِ سعد، فداك أبي وأمي!"
- قالها النبي صلى الله عليه وسلم لسعد في غزوة أحد عندما كان يدافع عنه ويرمي السهام في وجه الأعداء. لم يسبق للنبي أن جمع بين أبويه فداءً لأحد سوى سعد، مما يدل على مكانته الخاصة عند النبي.
"اللهم سدد رميته، وأجب دعوته."
- دعا النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بهذا الدعاء، فكان مشهورًا بإجابة دعوته ودقة رميته، وهذا الدعاء من النبي دليل على قوة إيمان سعد وإخلاصه.
"هذا خالي، فليرني امرؤ خاله."
- قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا فخرًا بسعد، لأن سعدًا كان من قبيلة بني زهرة، وهي قبيلة أم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا القول يظهر قرب سعد من النبي ومحبته له.
"إنك خليق أن أُجيب إذا دعوت."
- قاله النبي صلى الله عليه وسلم لسعد تأكيدًا على صلاحه واستقامة قلبه، وهو ما جعل دعاء سعد مستجابًا بإذن الله.
أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه توضح مدى حب النبي له، وثقته فيه، واعتباره من الصحابة الصادقين الذين يحملون صفات عظيمة جعلتهم يستحقون بشارة الجنة.
مراجع موثوقة عن حياته:
سير أعلام النبلاء للذهبي.
البداية والنهاية لابن كثير.
أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير.
صحيح البخاري وصحيح مسلم - روايات عن سعد بن أبي وقاص.
الطبقات الكبرى لابن سعد.