طريق الطمأنينة: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك:طريق الطمأنينة: كيف تترك ما يريبك وتصل إلى راحة البال

أثر القرآن
0

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك: رحلة تحويلية إلى حياة أكثر هدوءًا

طريق الطمأنينة: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك:

نص الحديث وسنده

قال الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حفظت من رسول الله ﷺ: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" ، وقد رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح ، مما يشير إلى صحة نسبته وقوة سنده

تعريف براوى الحديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما هو سبط (حفيد) النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد أسياد شباب أهل الجنة كما وصفه النبي، وهو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نسبه ومولده

  • النسب : هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.
  • والده : علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورابع الخلفاء الراشدين.
  • والدته : فاطمة الزهراء، بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ميلاده : وُلد في المدينة المنورة في السنة الثالثة للهجرة.

نشأته ومكانته

نشأ الحسن رضي الله عنه في بيت النبوة، وشهد طفولته وأوائل حياته في كنف جده النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يُحبه حباً عظيماً ويخصّه بدعواته. وقد وصفه النبي وأخاه الحسين بأنهما "سيدا شباب أهل الجنة"، وكان لهما مكانة خاصة في قلوب المسلمين.

صفاته وأخلاقه

عرف الحسن رضي الله عنه بالكرم والجود، والزهد والتواضع، وكان حليماً سمحاً، يعفو عمن أساء إليه، ويلتمس الرفق واللين في معاملته للناس، فقد كان ملتزماً بأخلاق جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحرص على اتباع نهجه.

دوره في الإسلام وخلافته

بويع بالخلافة بعد استشهاد والده علي رضي الله عنه، واستمرت خلافته حوالي ستة أشهر، ثم تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في موقف مشهور وحكيم حرصاً على وحدة المسلمين وحقناً للدماء، وقد سُمّي هذا العام بــ"عام الجماعة".

وفاته

توفي الحسن بن علي رضي الله عنه في السنة 49 أو 50 للهجرة، ودُفن في البقيع بالمدينة المنورة. ترك أثراً عظيماً في قلوب المسلمين، وظلّت سيرته العطرة مثلاً يُحتذى به في التقى والإيمان والعفو.

مكانته في الحديث الشريف

رُوي عن الحسن بن علي العديد من الأحاديث النبوية التي تعكس حكمته ومعرفته بسنة جده، ومنها الحديث الذي حفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، ويُعد هذا الحديث من الأحاديث الأخلاقية المهمة في الإسلام.

باختصار، الحسن بن علي رضي الله عنه شخصية عظيمة في التاريخ الإسلامي، جمعت بين النسب الشريف والأخلاق الفاضلة، وله دور كبير في نشر السلام والوحدة بين المسلمين.

شرح الحديث

حديث "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" و"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"

يتناول هذا المقال شرحًا موجزًا ومؤثرًا لحديثين نبويين عظيمين يوجهان المسلم نحو الطمأنينة، والابتعاد عن الشبهات، والاهتمام بالأمور النافعة دون التورط فيما لا جدوى منه.

الحديث  "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

رُوي عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو سبط النبي ﷺ وريحانته، أن النبي ﷺ قال: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". كان الحسن رضي الله عنه في الثامنة من عمره حين وفاة النبي، ورغم صغر سنه، إلا أنه حفظ هذا الحديث وغيره، مما يدل على ذكائه ونباهته. ومعنى الحديث أن المسلم ينبغي له أن يترك الأمور التي تثير الشكوك أو عدم الاطمئنان، ويلجأ إلى الأمور الواضحة التي لا شك فيها.

جاء هذا المعنى في حديث آخر للنعمان بن بشير رضي الله عنه: "من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"، حيث يشير إلى أن تجنب الشبهات طريق للسلامة والابتعاد عن المحرمات. فعند تردد المسلم بين أمرين أحدهما واضح والآخر مشكوك فيه، فالأفضل أن يختار الواضح. وهذه القاعدة تشمل مختلف شؤون الحياة، مثل المأكل والمشرب، واللباس، والمعاملات، مما يجعل هذا الحديث قاعدة جامعة من قواعد الإسلام.

الحديث "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"

في الحديث الآخر يقول النبي ﷺ: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، ومعناه أن من كمال إيمان المسلم وإسلامه أن ينشغل بالأمور التي تعود عليه بالنفع، ويتجنب الأمور التي لا فائدة له فيها. فالمسلم لا ينبغي أن يتدخل في شؤون الآخرين التي لا تعنيه، ولا يسأل عما لا يفيده، بل ينشغل بما يخصه ويفيده في دينه ودنياه.

الحكمة من الحديثين

يتضح من الحديثين أن الإسلام يهدي المؤمن إلى حياة متوازنة مبنية على الوضوح، والسلامة من الشبهات، وتجنب الفضول. فترك الأمور المريبة يُحقق طمأنينة القلب، والانشغال بما يعني المرء يُحصنه من تضييع الوقت في غير نفع. وهذه القيم تتكامل لتؤسس أخلاق المسلم وتدفعه للسعي وراء ما فيه خيره وصلاحه.

بكلمات قليلة، يلخص هذان الحديثان جوامع كلم النبي ﷺ، حيث يقدمان توجيهات شاملة لحياة المسلم: ترك ما يثير الشكوك والالتزام بما هو واضح، والاهتمام بما يفيده وترك ما لا يعنيه. وختامًا، فإن هذه النصائح النبوية تظل نبراسًا ينير للمؤمن طريقه في كل نواحي الحياة.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)