قصة لوط: عبرة من تاريخ النبوة وعقاب الفساد
تتمة للموضوع
عاقبة قوم لوط
اقبة قوم لوط جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي توضح شدة العقاب الذي نزل بهم بسبب أفعالهم المحرمة وإصرارهم على الكفر والمعاصي. إليك ما ورد في ذلك:
في القرآن الكريم:
قلب المدينة رأسًا على عقب : قال الله تعالى في سورة هود :
"فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ"
(هود: 82)إمطارهم بالحجارة : قال الله تعالى في سورة الحجر :
"فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ"
(الحجر: 73-74)التدمير الكامل : قال الله تعالى في سورة الذاريات :
"فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ"
(الذاريات: 35-37)
في السنة النبوية:
وردت أحاديث في السنة النبوية تُحذر من أفعال قوم لوط وتوضح عاقبتهم. من ذلك، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:
"لعن الله من عمل عمل قوم لوط"
(رواه أحمد والترمذي)
وهذا تحذير شديد من اتباع تلك الأفعال المحرمة التي كان يقوم بها قوم لوط، وهو تأكيد على أن ما حل بهم من عقاب كان عبرة للأمم من بعدهم.
العاقبة:
عاقبة قوم لوط كانت هلاكًا تامًا ومحوًا لآثارهم؛ إذ جعل الله عالي المدينة سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل كعقاب شديد على فسادهم وإصرارهم على فعل الفاحشة دون توبة.
5السنة النبوية وأقوال العلماء
في السنة النبوية وأقوال العلماء، تم التطرق إلى قصة قوم لوط وعقوبتهم كتحذير من ارتكاب الفواحش والتأكيد على أهمية اتباع التعاليم الدينية. إليك بعض الأحاديث وأقوال العلماء:
في السنة النبوية:
النهي والتحذير من أفعال قوم لوط : ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به"
(رواه أبو داود والترمذي)هذا الحديث يوضح شدة التحذير من ارتكاب مثل هذه الأفعال المحرمة، ويعكس موقف الإسلام الرافض لهذه الجريمة لما فيها من انتهاك للفطرة السليمة.
لعن مرتكب الفاحشة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لعن الله من عمل عمل قوم لوط"
(رواه أحمد والترمذي)هذا الحديث يؤكد اللعنة على من يرتكب هذه الفاحشة، مما يبرز خطورة الأمر في الدين الإسلامي.
6أقوال العلماء:
ابن القيم الجوزية : في كتابه الداء والدواء ، يشير ابن القيم إلى أن جريمة قوم لوط تعد من أعظم الجرائم وأبشعها، وهي فساد للفطرة الإنسانية ومخالفة صريحة لأوامر الله، مما جعل عقابهم شديدًا ومروعًا ليكونوا عبرة للآخرين.
الإمام القرطبي : في تفسيره، يوضح القرطبي أن ما حل بقوم لوط كان انتقامًا إلهيًا نتيجة لمجاهرة قومه بالمعصية وعدم قبولهم للنصيحة. ويركز على أن عقوبتهم كانت دليلًا على أن الفواحش لها عواقب وخيمة في الدنيا قبل الآخرة.
ابن تيمية : ذكر ابن تيمية في فتاواه أن اللواط من أشنع وأقبح الذنوب، ويعبر عن الفساد العظيم الذي يجره هذا الفعل على الأفراد والمجتمع.
التحذيرات الواردة في السنة النبوية وأقوال العلماء توضح أن أفعال قوم لوط كانت من أعظم الذنوب التي تستوجب العقاب الشديد. وتعتبر عقوبتهم درسًا للبشرية ليتجنبوا مثل هذه الأفعال الفاسدة ويتبعوا التعاليم الإسلامية التي تحث على العفة والطهارة والأخلاق السليمة.