-->

بشارات النبي محمد في التوراة والإنجيل: توافق ديني وتاريخي

محمد في التوراة والإنجيل:

بشارات علماء أهل الكتاب بنبؤة النبي: الإشارة إلى النبي في التوراة والإنجيل

مقدمة: لقد ورد في كتب أهل الكتاب، التوراة والإنجيل، العديد من الإشارات التي تتنبأ بظهور نبي يُرسل للبشرية جمعاء. هذه البشارات التي وردت في الكتاب المقدس تثير اهتمام علماء الدين والباحثين حول العالم، لما تحتويه من توافق مع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رسالات وخصائص. فما هي هذه البشارات؟ وما مدى تطابقها مع صفات النبي محمد؟ في هذا المقال، سوف نستعرض أبرز هذه البشارات وكيف توافقت مع صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

1. مفهوم البشارة في الأديان السماوية

البشارة هي خبر سعيد أو إعلان عن حدث عظيم أو موعود بالخير. في السياق الديني، تستخدم البشارة للإشارة إلى رسالة إلهية تأتي لتبشير الناس بحدث مستقبلي مهم أو مخلص سيظهر ليحقق الوعود الإلهية. ويختلف مفهوم البشارة في الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية، المسيحية، والإسلام، حيث تمثل كل منها جزءًا أساسيًا من الأمل والتوقعات بشأن مجيء النبي المخلص الذي يُنتظر أن يحقق العدالة والسلام للبشرية.

البشارة في اليهودية

في اليهودية، تعتبر البشارة مرتبطة بمجيء "المسيح" أو "المخلص" (المشياح)، وهو شخصية تنقذ شعب إسرائيل وتجلب لهم الخلاص. لم تكن البشارة عن المخلص مجرد وعد بالنجاة من الظلم، بل كانت تشير أيضًا إلى عودة الاستقرار في الأرض المقدسة. وقد ورد في التوراة العديد من النبوات التي تتحدث عن مجيء هذا المخلص الذي سيعيد ترتيب الأمور، ويُتوقع أن يكون من نسل داوود عليه السلام.

أحد أبرز النصوص التي تذكر البشارة بالمخلص هو في سفر إشعياء، حيث تم وصفه بأنه سيكون "عادلًا" و"رحيمًا"، كما أنه سيحكم بين الأمم. وتنبأ الكتاب المقدس أيضًا بتحقيق "السلام" و"العدالة" تحت حكم هذا المخلص، الذي سيتبعه الجميع إلى طريق الله.

البشارة في المسيحية

في المسيحية، تركز البشارة على مجيء المسيح عليه السلام الذي يُعتبر مخلص البشرية. المسيحية تؤمن بأن يسوع بن مريم هو المسيح المنتظر، والذي جاء ليحقق الخلاص للإنسانية من خلال تضحيته على الصليب. وردت العديد من البشارات في الإنجيل تتعلق بظهور المسيح، وتركز بشكل خاص على شخصية المسيح الذي سيحقق العهد الإلهي من خلال تعاليمه ومعجزاته.

وفي الإنجيل، يتم تفسير الكثير من نبوات العهد القديم على أنها تشير إلى يسوع المسيح. من أبرز هذه البشارات هي تلك التي توجد في كتب مثل إشعياء ودانيال، حيث تُتوقع مجيء شخصٍ يُسمى "الرب" أو "المخلص" الذي سيخلص شعب الله من ظلمهم ويُحقق لهم الخلاص الروحي والجسدي.

البشارة في الإسلام

في الإسلام، تعتبر البشارة بالنبوة جزءًا أساسيًا من العقيدة، حيث يُعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين، وهو الذي وردت بشارته في التوراة والإنجيل. يؤمن المسلمون بأن الله سبحانه وتعالى بعث برسله إلى الأمم لإبلاغهم بالتوحيد ودعوتهم إلى العبادة الصافية له، ولكن القرآن الكريم يذكر أن هناك بشارات بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيكون خاتم الأنبياء.

من أبرز الآيات التي تشير إلى هذه البشارة في القرآن الكريم هي الآية التي وردت في سورة الصف: "وإذ قال عيسى ابن مريم: يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مُصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" (الصف: 6). هذه الآية تُوضح بجلاء أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود بالبشارة التي ذكرها عيسى عليه السلام.

كما وردت أيضًا بشارات أخرى في القرآن الكريم مثل الآية في سورة الأعراف التي تشير إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو "الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل". وهذه الآية تشير إلى أن الكتب السماوية السابقة كانت قد بشرت بظهور النبي محمد.

الاشتراك بين الأديان في مفهوم البشارة

على الرغم من الاختلافات بين الأديان في التفسير والمضمون، إلا أن هناك تداخلًا كبيرًا بين الأديان السماوية في مفهوم البشارة. ففي جميع الأديان، تُعتبر البشارة إعلانًا لحدث مهم سيغير مجرى التاريخ ويحقق للناس الأمل والتوجيه الروحي.

  • في اليهودية، تركز البشارة على المخلص الذي سيأتي لإعادة العدل والنظام لشعب إسرائيل.
  • في المسيحية، تتحدث البشارة عن المسيح الذي سيخلص البشرية من الخطيئة ويمنحها الخلاص.
  • في الإسلام، يُنظر إلى البشارة على أنها إشارة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث لتوحيد البشرية تحت عبادة الله الواحد.

هذا التوافق بين الأديان يظهر بوضوح في بشارات الكتب السماوية التي تحدثت عن النبي المنتظر، مما يعكس وحدة الهدف الإلهي في إتمام رسالة الله للإنسانية، رغم اختلاف تسميات وأزمان ظهور الأنبياء.

تعتبر البشارة مفهومًا مركزيًا في الأديان السماوية، حيث تُمثل الأمل في حدوث تغيير عظيم في العالم، سواء من خلال المخلص الذي سيعيد العدالة أو النبي الذي سيظهر لإكمال الرسالة. وبينما يختلف تفسير هذه البشارات من دين إلى آخر، إلا أن الهدف النهائي يبقى واحدًا: وهو تزويد البشرية بإرادة إلهية تهدف إلى تحقيق السلام والإصلاح في الأرض.

2. بشارات النبي محمد في التوراة

تعتبر التوراة، الكتاب المقدس في اليهودية، من أقدم الكتب السماوية التي تحتوي على نبوات تسبق ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي التوراة، توجد العديد من البشارات التي يعتقد المسلمون أنها تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه البشارات تتنوع بين نصوص تتحدث عن ظهور نبي من نسل إسماعيل عليه السلام، ونصوص تتنبأ بصفات هذا النبي الذي سيحمل رسالة عظيمة للبشرية. في هذا الجزء من المقال، سنتناول أبرز هذه البشارات في التوراة.

1. بشارة النبي محمد في سفر التثنية (18:18)

أحد أهم النصوص التي يعتقد المسلمون أنها تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم موجود في سفر التثنية في التوراة، حيث ورد عن الله سبحانه وتعالى قوله لموسى عليه السلام:

"أُقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيهم به".

في هذا النص، تتحدث التوراة عن ظهور نبي سيأتي من "وسط إخوتهم". والمقصود بـ "إخوة" بني إسرائيل هنا هو بني إسماعيل، حيث أن إسماعيل هو الأخ الأكبر لإسحاق (أب بني إسرائيل). لذلك، يرى العلماء المسلمون أن هذه البشارة تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء من نسل إسماعيل عليه السلام، أي من العرب.

وتشير هذه الآية إلى أن النبي المنتظر سيكون "مثل موسى"، وهو أمر يتوافق تمامًا مع العديد من الصفات التي وُجدت في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل كونه زعيمًا، وقائدًا، ومعلمًا، ورسولًا من عند الله. كما أن "كلام الله" سيكون في فم النبي محمد، إذ أن القرآن هو كلام الله الذي أوحي إليه.

2. بشارة النبي محمد في سفر التكوين (16:12)

في سفر التكوين، يتحدث الكتاب عن وعد الله لسارة وزوجها إبراهيم عليه السلام في إطار قصة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام. وقد جاء في النص:

"وأما ابن الجارية فأجعله أمة عظيمة لأنه من نسلك".

هذه البشارة تتحدث عن إسماعيل عليه السلام وابنه، ومن خلال هذا النص، يؤكد العلماء المسلمون أن هذه النبوة تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه من نسل إسماعيل. ولذلك، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُعتبر "أمة عظيمة" كما ذكر في هذا النص، حيث انتشرت رسالته في كل أرجاء العالم وأثرت في البشرية جمعاء.

3. بشارة النبي محمد في سفر إشعياء (42)

يحتوي سفر إشعياء في التوراة على نبوات عديدة عن نبي سيظهر ويكون له دور عظيم في نشر العدل والسلام. من بين هذه النبوات، هناك وصف دقيق لشخصية النبي الذي سيأتي، ويعتقد المسلمون أنه يُقصد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • في إشعياء 42:1-4، تقول النبوة:

"هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أُؤَيِّدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. جَعَلْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لَا يَصْرُخُ وَلَا يَرْتَفِعُ وَلَا يُسْمَعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتُهُ. قَصَبَةً مُدْخَنَةً لَا يَقْطَعُهَا وَفَتِيلَةً مَدْخُونَةً لَا يُطْفِئُهَا حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النَّصَرِ".

هذه النبوة تتحدث عن نبي سيكون "عبد الله" الذي سيساعد في نشر الحق بين الأمم. وتُظهر النبوة أيضًا أنه سيكون نبيًا لطيفًا ومتواضعًا، ليس صاخبًا ولا قاسيًا، بل يظهر الرحمة والعدل. هذه الصفات تتطابق تمامًا مع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليكون رحمة للعالمين، وداعيًا للسلام والعدل بين البشر.

كما أن هذا النص يتحدث عن "الحق" الذي سيظهر من خلال هذا النبي، وهو ما يتفق مع رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي جلبت "الحق" في القرآن الكريم.

4. بشارة النبي محمد في سفر التثنية (33:2-5)

في هذا السفر، يُذكر أن النبي المنتظر سيظهر من بين "إخوة" بني إسرائيل. وقد ورد في النص:

"قال النبي الذي سيوجد بينكم، من إخوة بني إسرائيل. وسوف يعيد إليكم الرب آياته وأحكامه كما جاءكم موسى".

هذه البشارة تذكر أن النبي الذي سيأتي سيظهر من بين "إخوة" بني إسرائيل، مما يعني أنه سيكون من نسل إسماعيل عليه السلام. كما أن هذا النص يُشير إلى أن هذا النبي سيجلب معجزات وآيات من الله، وهو ما تحقق في النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء مع القرآن الكريم، المعجزة الخالدة.

5. بشارة النبي محمد في سفر المزامير (118:26)

وفي سفر المزامير، توجد دعوة ل"المبارك" الذي سيأتي باسم الرب، وهو النص الذي يتفق المسلمون على أنه يشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

"تُبَارِكُونَكُمْ، فِي اسْمِ الرَّبِّ".

المسلمون يعتبرون أن هذا النص يشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بإعلان توحيد الله في الأرض، وأصبح اسمه "مباركًا" في العالم.

البشارات التي وردت في التوراة تشير بوضوح إلى قدوم نبي عظيم سيكون له تأثير بالغ على العالم. من خلال التفسير الإسلامي لهذه البشارات، نجد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود في العديد من النصوص التي ذُكرت في التوراة. هذه البشارات لا تقتصر على وصف صفات النبي فحسب، بل تُظهر أيضًا دوره في نشر العدل والسلام والحق بين البشر، مما يتوافق تمامًا مع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رسالة سامية.

3. بشارات النبي محمد في الإنجيل

الإنجيل هو الكتاب المقدس للمسيحيين، وقد ورد فيه العديد من النصوص التي يعتقد المسلمون أنها تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. رغم أن المسيحيين يعتبرون يسوع المسيح هو المخلص، فإن هناك في الإنجيل بشارات واضحة عن نبي آخر سيأتي بعده، يعتقد المسلمون أن هذا النبي هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في هذا الجزء من المقال، سنستعرض أهم هذه البشارات التي وردت في الإنجيل ونتناول التفسير الإسلامي لها.

1. بشارة النبي محمد في إنجيل يوحنا (14:16)

أحد أبرز النصوص التي يعتقد المسلمون أنها بشارة بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وردت في إنجيل يوحنا، حيث قال عيسى عليه السلام:

"وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليبقى معكم إلى الأبد".

وفي هذا النص، تذكر كلمة "المعزي" التي تعني "المؤنس" أو "المساعد"، وهي صفة تناسب تمامًا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه القرآن الكريم بأنه "رحمة للعالمين". ووفقًا للتفسير الإسلامي، يُعتقد أن "المعزي" هنا يشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن هذا الوصف يتطابق مع العديد من الصفات التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، مثل الرحمة والإرشاد والإصلاح.

هذه الآية تتحدث عن شخص سيأتي بعد يسوع ليظل مع الناس إلى الأبد. في الإسلام، يُعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو "المعزي" الذي بعث برسالة الله إلى البشرية وأصبحت رسالته قائمة إلى يوم القيامة من خلال القرآن الكريم.

2. بشارة النبي محمد في إنجيل يوحنا (16:7-14)

في إنجيل يوحنا 16:7-14، يتحدث عيسى عليه السلام عن "روح الحق" الذي سيأتي بعده، وهو وصف يتفق مع ما ورد في القرآن الكريم حول "الروح الأمين" (جبريل) الذي كان ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي. في النص الإنجليزي:

"ولكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك، فإنه يرشدكم إلى جميع الحق...".

يُعتقد أن "روح الحق" هو وصف دقيق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جلب "الحق" إلى الناس من خلال القرآن الكريم. كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وُصف في القرآن بأنه "رسول الله" الذي "يؤتيه الله العلم" ليهدي الناس إلى الطريق الصحيح، وهو نفس الدور الذي يُتنبأ في الإنجيل عن "روح الحق".

3. بشارة النبي محمد في إنجيل متى (21:11)

في إنجيل متى، جاء في الحديث: "تُبارِكُونَكُمْ فِي اسْمِ الرَّبِّ". هذه العبارة تُشير إلى شخص سيأتي في المستقبل ويُبارك الناس باسم الرب. المسلمون يعتقدون أن هذا النص يشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء برسالة التوحيد وحمل اسم الله "الرب" في جميع تعاليمه، وأصبح اسمه مباركًا في جميع أنحاء العالم.

الحديث في إنجيل متى يتحدث عن مباركة في اسم الرب، وهو ما يتناسب مع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رسالة الإيمان بالله الواحد، وقد أصبح اسمه مباركًا في أنحاء الأرض جميعًا بعد دعوته.

4. بشارة النبي محمد في إنجيل لوقا (7:34)

في إنجيل لوقا، ورد وصف لرسول سيأتي ويكون شخصية مؤثرة ومثيرة للجدل، وفيه ورد أن "ابن الإنسان جاء يأكل ويشرب، فتقولون: هوذا إنسان أكول وشريب للخمر، صديق للعشارين والخطاة". المسلمون يرون أن هذه البشارة تشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب الدور الكبير الذي لعبه في دعوة الناس من جميع الطبقات، بمن فيهم من كانوا بعيدين عن التوحيد مثل العشارين (جامعي الضرائب) والخطاة. النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان معروفًا بقبول الآخرين ودعوتهم إلى الإسلام، الأمر الذي يتماشى مع هذه البشارة.

5. بشارة النبي محمد في إنجيل يوحنا (14:26)

ورد في إنجيل يوحنا 14:26، أنه في آخر الزمان سيأتي "المعلم" الذي سيعلم الناس كل شيء:

"أما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم".

هذه الآية تشير إلى "المعلم" الذي سيأتي بعد يسوع ليعلم الناس الحق، وهو وصف يتفق تمامًا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء ليعلم الناس الكتاب والحكمة، ويُذكرهم بما نسوه من تعاليم الله. هذا "المعلم" الذي ورد في الإنجيل يتفق مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي حمل رسالة الهداية وذكر الناس بما أُنزل من قبل في الكتب السماوية.

6. بشارة النبي محمد في إنجيل متى (12:18-21)

في إنجيل متى 12:18-21، نجد نصًا يعتقد المسلمون أنه يشير إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يتحدث النص عن "عبد الله" الذي سيُرسل ليُتمم رسالته ويُحقق العدل. النص يتحدث عن شخص يُظهر العدل ويقود الناس إلى الله، ويحقق السلام والعدل في الأرض:

"هوذا عبدي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي. سأضع روحي عليه فيُخبر الأمم بالعدل. لا يُخاصم ولا يُصخب، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. القصبة المكسورة لا يقصفها، والفتيلاً المدخن لا يطفئه، حتى يخرج الحق إلى النصرة. وفي اسمه يُنتظر الأمم".

هذه الصفات تتطابق تمامًا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليُكمل رسالة الأنبياء السابقين بنشر العدل والرحمة، والذي لم يكن صاخبًا أو متعاليًا، بل كان متواضعًا في دعوته، يُرشد الناس إلى الطريق الصحيح بالرحمة والعدل.

البشارات التي وردت في الإنجيل تشير بوضوح إلى قدوم نبي عظيم سيحمل معه الحق ويُعلم الناس. من خلال التفسير الإسلامي لهذه البشارات، نجد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المقصود في العديد من النصوص التي ذُكرت في الإنجيل. هذه البشارات لا تقتصر على وصف صفات النبي فحسب، بل تُظهر أيضًا دوره في نشر العدل والسلام والحق بين البشر، مما يتوافق تمامًا مع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رسالة سامية تهدف إلى توحيد البشرية تحت عبادة الله الواحد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم