. تكذيب المرسلين هو تكذيب للحق
أنت محق تمامًا! تكذيب المرسلين ليس مجرد تكذيب لأشخاص أو رسالات، بل هو تكذيب للحق الذي جاء به هؤلاء المرسلون من عند الله. التكذيب بالرسل يعكس رفضًا للحق الذي يحملونه، وهو في الواقع تكذيب لله سبحانه وتعالى الذي أمرهم بتوصيل هذه الرسالات.
تكذيب المرسلين هو تكذيب للحق
من المعلوم أن الأنبياء والرسل هم وسطاء بين الله وعباده، وقد أرسلهم الله ليدعوا الناس إلى عبادة الله وحده واتباع الحق. لذلك، تكذيبهم لا يعني مجرد رفض رسالتهم الشخصية، بل يعني رفض الحق الإلهي الذي جاؤوا به، وبالتالي تكذيب لله تعالى.
1. تكذيب المرسلين في القرآن الكريم
القرآن الكريم يؤكد أن تكذيب المرسلين هو في الواقع تكذيب للحق الذي جاءوا به. كما أنه يشير إلى أن المكذبين كانوا يعاندون الحق رغم وضوحه، وأصروا على مخالفة ما جاء به الأنبياء والرسل.
قال الله تعالى:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًۭا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ فَسْـَٔلُوا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (سورة الأنبياء، الآية 7).
هذه الآية تشير إلى أن الله أرسل رسلاً من قبله، وكلهم جاؤوا بالحق، والناس إذا كانوا في شك، يجب عليهم أن يسألوا أهل العلم ليعلموا الحق.
وقال تعالى أيضًا:
"وَمَآ أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ" (سورة يوسف، الآية 103).
هنا، يُظهر الله أن الناس غالبًا لا يؤمنون بالحق حتى ولو كان واضحًا لهم، وبالتالي كان تكذيبهم للرسل معناه رفضهم للحق الذي جاءوا به.
2. تكذيب المرسلين وعواقبه
تكذيب المرسلين في القرآن ليس مجرد حدث عابر؛ بل هو يرتبط بعواقب وخيمة تلاحق المكذبين، سواء في الدنيا أو في الآخرة. في كثير من القصص القرآني، نجد أن المكذبين كانوا في النهاية يعانون من العذاب الذي أرسله الله عليهم بسبب رفضهم للحق.
-
قوم نوح عليه السلام:
كذبوا نبيهم نوحًا رغم تحذيراته المستمرة، وبعد أن أصروا على التكذيب، أرسل الله عليهم الطوفان الذي أغرقهم جميعًا. -
قوم عاد:
كذبوا نبيهم هودًا، فحل عليهم عذاب الريح العاتية التي دمرت مدنهم. -
قوم ثمود:
كذبوا نبيهم صالحًا، فحل عليهم عذاب الصيحة التي أهلكتهم.
قال الله تعالى:
"فَذُوقُوا۟ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ إِنَّا نَسِينَٰكُمْ" (سورة الجاثية، الآية 34).
هذه الآية توضح أن المكذبين للرسل سيذوقون العذاب في الآخرة جزاءً لتكذيبهم الحق.
3. تكذيب المرسلين هو رفض للحق الإلهي
عندما يكذب الناس الأنبياء والرسل، فهم لا يرفضون أشخاصهم فقط، بل يرفضون الرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، وهذه الرسالة تمثل الحق المطلق. فالأنبياء كانوا يأتون بتوجيهات من الله لتصحيح عقائد الناس وأخلاقهم، وتنظيم حياتهم بما يرضي الله. وعندما يرفضون هذه الرسالة، فإنهم يرفضون توجيه الله نفسه.
قال الله تعالى:
"فَذُوقُوا۟ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ إِنَّا نَسِينَٰكُمْ" (سورة الجاثية، الآية 34).
التكذيب بالرسل يتضمن عدم الإيمان بالحق الذي جاءوا به، مما يؤدي إلى العقوبات التي كانت تلاحق الأمم المكذبة.
4. رسالة التكذيب هي رسالة حوارية بين الحق والباطل
التكذيب بالرسل ليس مجرد أمر شخصي بين رسول وأمة، بل هو صراع مستمر بين الحق الذي يعرضه الرسل، وبين الباطل الذي يصر عليه المكذبون. والمكذبون في كل زمان كانوا يظنون أنهم على صواب، وأن ما يرفضه الرسل هو مجرد أوهام، بينما كان الحق يظل ساطعًا أمامهم.
قال الله تعالى:
"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۢ" (سورة سبأ، الآية 43).
هنا نجد أن المكذبين للحق كانوا يرفضون ما جاء به الرسل ويزعمون أنه مجرد سحر، لكن الحقيقة كانت واضحة لهم.
إن تكذيب المرسلين هو في الواقع تكذيب للحق الإلهي الذي جاؤوا به. وكل من يكذب رسلاً من الله يعارض الحق، ويُعرض نفسه لعواقب وخيمة سواء في الدنيا أو الآخرة. لذلك، يجب على المسلم أن يكون على وعي بأن الحق الذي جاء به الأنبياء والرسل هو من عند الله، ولا يجوز له أن يرفضه أو يكذبه.